24 - 07 - 2024

تباريح | خطاب إلى الرئيس مرسي .. أين قضيت ليلتك أيها الأجير؟؟

تباريح | خطاب إلى الرئيس مرسي .. أين قضيت ليلتك أيها الأجير؟؟

أرشيف المشهد

15-1-2013 | 07:20

جلست طوال الليل أراقب عل الرئيس مرسي يظهر ويشارك من يحكمهم أحزانهم ، بكلمة أو تصريح أو ذهاب إلى موقع حادث قطار البدرشين ، او أضعف الإيمان بتوجيه تابعيه للتصرف وتوفير الإمكانات اللازمة لإنقاذ المهروسين في حديد القطار.

لم يظهر ولم ببنت شفة ، ربما يكون استسلم للنوم بعد يوم عمل شاق ، ربما  ظل طوال الليل قائما يصلي حتى تورمت قدماه ، ربما خشي أن يفوته الفجر حاضرا في المسجد ، فأغلق على نفسه الباب وتصرف كأنه ليس حاكما وليس مصريا ولا أحب أن أقول "وليس مسلما"

بأي منطق أحادثك .. بمنطق أنك حاكم مسلم تعرف حق الرعية عليك وواجبك نحوهم ؟ أم بمنطق أنك حاكم منتخب من حقي كمواطن أن أحاسبك وأسائلك ، في الحالتين أقول لك : أين كنت أيها الأجير ؟؟ كيف لم تخرج وتتوجه إلى قصر رئاستك لتدير أزمة ، أو تتوجه إلى موقع الكارثة لتخفف أوجاعا ، وتشعر من اختاروك أنك معهم تشاركهم حزنهم وتبلسم جراحهم.

حين أخاطبك بالأجير فإني لا أتجاوز قدري ولا أحط من شأنك ، وإنما أحذو حذو رجل من الرعية تجاه حاكم مسلم ، وأفعل كما فعل أبو مسلم الخولانى حين دخل على معاوية وخاطبه فائلا : السلام عليك أيها الأجير ، فلما أنكر الجالسون قوله ، قال لهم معاوية : دعوا أبا مسلم فإنه أعلم بما يقول .

ويزيد أبو مسلم موضحا : إنما أنت أجير استأجرك رب هذه الغنم لرعيتها ، فإن أنت هنأت جرباها ، وداويت مرضاها ، وحبست أولاها على أخراها ، وفاك سيدها أجرك ، وإن أنت لم تهنأ جرباها ، ولم تداو مرضاها ، ولم تحبس أولاها على أخراها عاقبك سيدها .

مؤكد أنك ايها الرئيس الذي تدعي فقها قرأت ذلك في "السياسة الشرعية لابن تيمية".

كما أني لا أجاوز قدري لو عاملتك كحاكم منتخب، استأجرك الشعب المصري لحكمه، فالمرتب الذي تتقاضاه من عرقه ، والجاه الذي أنت فيه بفضله، ذلك الشعب الذي أخرجك من ضيق السجن إلى وسع القصر ، ومن ذلة المسجون إلى عزة الجالس على عرش مصر.

أيها الرئيس الأجير .. أخرج على الناس واعتذر لهم عن تقصيرك وعن عجزك عن مواجهة الكوارث التي ألمت بنا منذ دخولك القصر ، ومئات القتلى والجرحى الذين دفعوا دماءهم جراء تقصيرك وتقصير أجهزتك وسوء إدارتها.           

عليك أن تثبت أنك كفؤ للرئاسة أو للولاية .. إختر ايهما شئت ، أو فلتعترف أن الحكم أكبر منك وتنصرف مشكورا إلى بيتك لتفعل ما تتقنه، لن تتحمل مصر أن تكون فأر تجارب لك ولجماعتك، فهي تريد حاكما يعرف أعباءه ويسهر ليل نهار على راحة رعيته.

لاشك أنك تحفظ جيدا حديثين شريفين يقول أحدهما إنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزى وندامة ، إلا من أخذها بحقها ، وأدى الذى عليه فيها " ( صحيح مسلم ) . ويقول الثاني ""ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. ( صحيح مسلم ) وأنت وعدت فأخلفت، وبعت فغششت ، بعت للناس كلاما معسولا لم يتحقق منه شيء ، ولم تعد ترى أحدا إلا جماعتك وأنصارك والمحيطين بك ، فبكتاب الله إن شئت نخاطبك . أنت مسؤول عن كل دم أريق وكل جريح تأوه من جراحه ، مهما كان جنسه أو لونه أو ملته في هذا الوطن.

ونتمنى أن تسير على خطى الخليفة الراشد عثمان بن عفان الذي يؤثر عنه قوله "إن وجدتم فى كتاب الله أن تضعوا رجلى فى قيود فضعوهما . (طبقات ابن سعد ) . وتجيبني وتجيب الشعب الذي ولاك: أين قضيت ليلتك؟؟

كنا نحلم بعد طول قهر، وبعد ثورة دفع المصريون فيها دماء أبنائهم ، وتحملوا ضيق الحال وشظف العيش من أجل العيش والحرية والكرامة الإنسانية أن تكون كعمر بن عبد العزيز الذي جاء حاكما فى ظلمات الجور والأثرة، فإذ بك تشبه من خلعناه واستبدلناه بك. فاحذر أن ينالك ماناله.

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!